المجتمع القديم كان متمركز حول الأم وقد نسجت الأساطير الكثيرة حول وضع المرآة الحقيقي وموقف المجتمع منها فالأساطير على سبيل المثال تتحدث عن الخصائص الإنسانية والقدرات الخلاقة للمرآة التي كانت المنتج الأول في الجماعة والمسوولة الأولى عن تسيير شؤون الجماعة وامتلكت جسدا يتوافق إيقاعه مع إيقاع الطبيعة مما ساعدها على تبوىْ عرش الجماعة دينيا وسياسيا واجتماعيا وهذا ما يفسر عبادة إنسان تلك العصور للآلهة الأم التي كانت بالنسبة له الآلهة الأولى وهو ما عبر عنه في إحدى أساطيره
وبعد ذلك تم التحول من المجتمع الأمومي إلى المجتمع الذكوري وإن هذه الأسطورة الإغريقية حول أصل مدينة أثينا تحكي عن هذا التحول التاريخي الكبير ففي أحد الأيام وقبل أن يطلق على مدينة أثينا اسمها المعروف أفاق أهل المدينة على حادث عجيب فمن باطن الأرض نبتت في ليلة واحدة شجرة زيتون ضخمة لم يروا لها شبيها من قبل وعلى مقربة منها انبثق من جوف الأرض نبع ماء غزير لم يكن هناك البارحة وقد أدرك الناس أن وراء ذلك سرا إلهيا ورسالة تأتي من الغيب فأرسل الملك إلى معبد دلفي يستطلع العرافة هذا الأمر ويطلب منها تفسيرا فجاءه الجواب أن شجرة الزيتون هي الآلهة أثينا وأن نبع الماء هو الإله بوسيدون والى الإلهين يخيران أهل المدينة في أي اسم من الاسمين يطلقون على مدينتهم عند ذلك جمع الملك كل السكان واستفتاهم في الأمر فصوتت النساء أكبر من عدد الرجال كانت الغلبة لهن وتم إطلاق اسم الألهة أثينا على المدينة وهنا غضب الاله بوسيدون فأرسل مياهه المالحة فغطت أراضي أثينا وتراجعت تاركة أملاحها التي حالت دون زراعة التربة وجني المحصول ففرض رجال المدينة على نسائها ثلاث عقوبات
اولا:لن يتمتعن بحق التصويت العام بعد اليوم
ثانيا:لن ينتسب الاولاد الى امهاتهم بعد اليوم بل لآبائهم
ثالثا:لن تحمل النساء لقب الاثينات ويبقى ذلك وقفا على الرجال
إن هذه الأسطورة تعرفنا عن انتزاع حقوق المراة المدينة والسياسة والاجتماعية وتوضح لنا التغير في العلاقات الاجتماعية حيال المراة عبر آراء وأفكار اجتماعية بسيطة وبذلك أصبح المجتمع مجتمع ذكوري