العنف ضد المرأة
إن تفاقم هذه الظاهرة وازدياد عدد ضحاياها وممارسة شتى أنواع العنف بأدواته المادية المتعددة و أساليبه المعنوية القاسية ضد المرأة جعل منها ظاهرة شائكة لابد من تناولها وخاصة أن المرأة قد عانت منها خلال حقب طويلة من حياتها ((طفلة حديثة الولادة- فتاة صغيرة- مراهقة – فتاة في ريعان شبابها – زوجة – أم – جدة ))
ويمكن تعريف هذه الظاهرة بأنها ((أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة ؛بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية ، سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة .))
وتعود هذه الظاهرة لأسباب منها :
1-النظرة القيمية للمرأة والتي لا ترى أهلية حقيقة و كاملة للمرأة كإنسانة كاملة الإنسانية حقا وواجبا ...وهذا ما يؤسس لحياة تقوم على التهميش والاحتقار للمرأة
2-التخلف الثقافي العام وما يفرزه من جهل بمكونات الحضارة والتطور البشري الواجب أن يقوم على أكتاف المرأة والرجل على حد سواء
3-العادات والتقاليد الاجتماعية الخاطئة التي تحول دون نمو دور المرأة في المجتمع
4-ضعف المرأة نفسها في المطالبة بحقوقها الإنسانية والوطنية
5-الأسباب الاقتصادية والتي لا تقف عند سوء الوضع الاقتصادي للأسرة العنيفة وسوء أحوالها المعيشية و لكن تمتد إلى رغبة الرجل في الاستيلاء على ممتلكات المرأة بالقوة
6-تعدد الزوجات باعتباره مسؤولا عن أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة خاصة عندما يشرع الرجل للزواج بأخرى فيلجأ إلى ممارسة العنف على زوجته الأولى وذلك لإجبارها على ترك منزل الزوجية أو التنازل عن حقوقها قبل الزواج أو الإذعان للأمر الواقع والامتثال له و لشروطه
7-انخفاض المستوى التعليمي للزوج والزوجة
8-انخفاض المستوى الاجتماعي والمعيشي للأسرة
9-الشك والارتياب في أخلاقيات وسلوك المرأة
و كذلك تتعدد أنماط هذه الظاهرة: فهناك العنف الأسري وهو الأكثر شيوعا وهناك أيضا العنف الاجتماعي والناجم عن النظرة القاصرة للمرأة كوجود ودور ووظيفة في المجتمع وأخيرا العنف السياسي والناجم عن تلازم النظرة الدونية للمرأة كإنسانة مع حرمانها من مكانتها الوطنية ضمن الدولة الحديثة وسلبها حريتها في التعبير عن رأيها السياسي وعدم السماح لها في صنع القرار
إن هذه الظاهرة أدت إلى نتائج خطيرة أضرت بالمرأة جسدا وروحا ونفسا وبمن يحيط بها وهذا الأمر ولد أشخاصا يعانون من العقد والاضطرابات النفسية المزمنة والفشل الاجتماعي وهناك الكثير من القصص الشاهدة على هذا الموضوع
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل مازالت هذه الظاهرة موجودة في مجتمعاتنا أم أنها بدأت بالانخفاض بسبب الإجرآت التي تقوم بها الدول للحد منها؟
نرجو أن تردوا علينا بآرائكم و لكم جزيل الشكر