المشي يحمي من الزهايمر
أثبت بحث علمي جديد ان رياضة المشي قد تساعد على الحد من تدهور القدرات الذهنية ومرض الزهايمر بين كبار السن (70 عاماً وما فوق)، فيما توصلت دراسة اخرى الى ان استخدام عقار الزهايمر مبكرا يؤخر الاصابة بالمرض
وكانت العديد من الدراسات العلمية السابقة قد أظهرت نتائج متضاربة بشأن مدى تأثير التمارين البدنية على القدرات العقلية، غير أنها وفرت أدلة جمة تثبت فوائد التمارين الذهنية مثل الكلمات المتقاطعة وحل الألغاز والقراءة على تراجع مخاطر مرض الزهايمر.
يوضح الكشف الجديد، الذي جاء في دراستين مختلفتين، مدى التمارين البدنية التي يتوجب على كبار السن ممارستها للحصول على الفائدة المرجوة، وفق ما أشار بيل ثيس، نائب رئيس الشؤون الطبية والعلمية لجمعية الزهايمر.
وفي هذا السياق قال ثيس “الدراسة تقول.. فقط إمش فكل ما هو جيد للقلب ربما يكون كذلك للعقل”.
وتحدث نائب رئيس الشؤون الطبية والعلمية لجمعية الزهايمر الأمريكية عن نظريته بشأن تأثير المشي على القدرات الذهنية قائلاً: إن الأبحاث على فئران المختبرات أظهرت أن التمارين البدنية قد تخفض معدلات “الأميلويد” لىٌٌٍُّف ، وهي مادة بروتينية لزجة تغلف مخ مرضى الزهايمر.
وتزيد التمارين البدنية كذلك، وعلى عهدة ثيس، من معدلات الهرمونات الضرورية لإنتاج الخلايا العصبية، كما أنها تزيد من تدفق الدم الى المخ.
والى ذلك أضافت دراسة هولندية ثانية بالاشارة الى أن معدلات الوفاة تنخفض بين الذين يكثرون من تناول الخضر.
ووجدت الدراسة أن كبار السن الأوروبيين (من سن 70 الى 90 عاماً) الذين أتبعوا نظاماً غذائياً اعتمد على الإكثار من تناول الفواكه والخضر والأسماك وزيت الزيتون، تراجعت معدلات الوفاة بينهم بنسبة 23 في المائة عن أولئك الذين لا يتبعون نظاماً غذائياً صحياً.
وارتفعت المعدلات الى نسب عالية بلغت 65 في المائة بين الذين جمعوا بين تلك الحمية وعادات صحية أخرى مثل التناول المعتدل للكحول وعدم التدخين الى جانب ممارسة التمارين البدنية، من ضمنها المشي، لمدة نصف ساعة على الأقل. غير أن الدراسة، التي ستظهر في دورية “الجمعية الطبية الأمريكية” لم تشر الى اذا ما كان اتباع هذه العادات الصحية في هذا الوقت المتأخر من العمر سيكون له نفس التأثير في من اتبع النظام الصارم في الصغر.
ووجدت دراسة مشابهة شملت 16،466 امرأة ما بين 70 الى 81 عاماً، أن النساء اللواتي يمشين لمدة ساعة ونصف الساعة في الاسبوع قد تفوقن في اختبار للقدرات الذهنية على مثيلاتهن الأقل نشاطاً بدنياً.
وقالت كاتبة البحث، جينفير ووف، الباحثة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد “ انه لمن المدهش أن يترافق مجهود متواضع مثل المشي مع فوائد عديدة وواضحة”.
وعلى صعيد متصل أكدت دراسة جديدة أن أحد العقاقير الذي يستخدم حاليا لعلاج مرض الزهايمر، يمكن أن يؤدي لتأخير الاصابة بالمرض اذا ما تم تناوله خلال المراحل المبكرة للاصابة به.
وأوضحت الدراسة أن استخدام الدواء خلال فترة اضطراب الذاكرة، وهي المرحلة التي تسبق عادة الاصابة بمرض الزهايمر، قد يكون مفيدا في تأخير عملية تطور المرض وصولا للزهايمر لمدة ستة أشهر في المتوسط. الا أن الباحثين لم يستبعدوا أبدا احتمالات الاصابة بالمرض، بعد انتهاء فترة التأجيل المحتملة نتيجة لاستخدام الدواء.
ومن جانبه أشار المسؤول عن البحث، الدكتور رونالد بيترسون، الى أن نتائج البحث لا تكفي بعد لنصح الأطباء والمرضى بتناول العقار في المراحل المبكرة للمرض. ووصف الباحث المسؤول نتائج البحث بأنه خطوة على طريق التوصل لعلاج أكثر فعالية لمرض الزهايمر.
وتعد نتائج البحث الأخير أول دليل على امكانية تأجيل الاصابة بالمرض بين الفئات المصابة باضطراب الذاكرة، وربما ساعدت تلك النتائج، كما يقول بيترسون، على التوصل لعلاج جديد أكثر فعالية من العقاقير المستخدمة حاليا. واكتشف الباحثون أيضا أن فيتامين ، الذي أعتقد الأطباء لفترات طويلة بأثره الايجابي في مواجهة مرض الزهايمر، لا يملك أي تأثير يذكر في هذا المجال.
وشارك في البحث، الذي مولته الحكومة الفيدرالية الأمريكية، 769 مصابا بمرض اضطراب الذاكرة